عاد والتحق نحو (411981) طالباً وطالبة بالمرحلة التعليمية الأساسية و(36837) طالباً وطالبة بالمرحلة الثانوية في محافظة الحديدة إلى (1293) مدرسة من إجمالي (1329) مدرسة في عموم المحافظة بعد أن أغلقت (36) مدرسة وهي المدارس المتبقية من العدد الإجمالي، كما أن أغلب المدارس التي استقلبت الطلاب والطالبات هذا العام لم تشهد أي ترميم أو توسعة منذ سنوات عديدة.. حول هذا الموضوع وغيره أجرت (الثورة) الاستطلاع التالي:
الحديدة/ محمد علي الجنيد
الأخ/ عبدالماجد الشميري- نائب مدير مكتب التربية والتعليم بالمحافظة- تحدث قائلاً: نحن نعمل في غرس القيم والأخلاق ونجسد في عقول أبنائنا ذلك وحب الوطن والولاء له والعمل على التخلص من الفوضى والإدارة السيئة وكشف الأخطاء ومعالجتها.
وننقي العملية التعليمية من كثير من المعوقات حتى ينساب التعليم بسلامة إلى أبنائنا واجبنا نحن الكبار من أسر وتربويين بدرجة أولى هو ترشيدهم وتوعيتهم لا لنزيدهم قسوة ولا نعمل على تعنيفهم واضطرارهم لترك التعليم وحتى لا ننفرهم.
كسر حاجز الخوف
وفي مدرسة عمر بن الخطاب الأساسية بالحوك التقينا بالإداري والتربوي الأخ/ عبدالله علي الخولاني مدير المدرسة الذي تحدث عن العديد من القضايا التربوية المهمة قائلاً:
- نحن نسير وفق توجهات القيادة السياسية نحو الاهتمام بالتعليم فالعملية التعليمية منظومة متكاملة وهي بحاجة لكل الجهود والمدرسة فيها (1450) طالباً تعمل على فترتين صباحية ومسائية إلا أن ما يؤسف له أن هناك آباء لا يعرفون مدارس أبنائهم طيلة تسعة أشهر من الدراسة وربما لسنوات وأحيانا يعرف البعض منهم ولكنه ينسى أو يتجاهل أهمية التواصل بينه وبين مدرسة ابنه بسبب الأمية وعدم الإدراك بمدى التأثير الإيجابي للتواصل مع المدرسة، ولكن هناك آباء يأتون دائماً ويدخلون الفصل ويقوم الأستاذ بمناقشة أبنائهم أمامهم، ولدينا بالمدرسة مجلس للآباء يسهم في كسر حاجز الخوف عند الطلاب من معلميهم وإعادة الثقة بهم ونعقد اجتماعات دورية لمجلس الآباء والمعلمين والحضور لأولياء الأمور للمدرسة من أجل إيجاد حلول تربوية وعلمية لتخطي الصعاب والأزمات التربوية والنفسية التي يتعرض لها الطلاب وإعطاء أولياء الأمور وجهة نظر مشتركة لحلول عملية مدروسة، وأرجو من أولياء الأمور تعزيز حب الوطن في نفوس أبنائهم ومساعدتنا في غرس ثقافة وروح الانتماء الوطني وتعليمهم أهداف الثورة ومتابعتهم أولاً بأول.
الارتقاء بالتعليم
* الأخت/ جميلة مصطفى مديرة مدرسة الشهيد محمد محمود الزبيري الأساسية الثانوية للبنات بمديرية الميناء تطرقت قائلة:
- نحن بالمدرسة نعمل في تعزيز وتقوية جسور العلاقة بين الأسرة والمدرسة والعمل على التواصل الدائم ولدينا بالمدرسة الاخصائية الاجتماعية وهي حلقة الوصل بين المدرسة والأسرة وتعتبر عاملاً جوهرياً وهاماً في الارتقاء بالتعليم وتربية الأجيال وهناك مجلس للأمهات بالمدرسة يناقش قضايا الطالبات ومدى الالتزام بالحضور والواجبات المدرسية منذ بداية العام الدراسي، وهذه مسألة في غاية الأهمية ويمكن أن تقدم مؤشراً عن المستوى الدراسي على مدار عام كامل والحمد لله تسير الدراسة بشكل طبيعي جداً.
وأضافت: فالمسؤولية تكليف وليست تشريفاً وإذا وجد الصبر والعزيمة الصادقة وقوة الإرادة في العمل بدون يأس نستطيع التغلب على الصعوبات والعوائق أياً كانت.
ونحن في المدرسة طاقم متكامل من معلمين ومعلمات ووكيلات وإدارة كل واحد يعمل بجدية وإخلاص وتفان والمسؤولية تقع على الجميع والبذل منا مستمر ومتواصل لتوفير الاحتياجات والمتطلبات للطالبات ونعمل على دعم وتشجيع المبدعات واكتشافهن وتقديم كل الرعاية لهن.
إسهامات ودعم للتعليم
في ظل ارتفاع أسعار المواد القرطاسية والتي تعجز الكثير من الأسر عن شرائها وكون العام الدراسي جاء هذا العام بعد شهر رمضان المبارك وعيد الفطر وكونهما أخذا كل (الزلط) على قول أبو عبدالله الذي أكد على ذلك بالقول:
- شهر رمضان والعيد التهما الأخضر واليابس ولم يبق للعيال لبداية العام الدراسي شيء من (الزلط) من أجل توفير متطلبات مدارس الأولاد، وبدء العام الدراسي مع انتهاء رمضان وشوال صعب على الجميع توفير متطلبات المدارس ولكن الله سهل لنا وقام الشيخ وسام عبدالله طاهر داود رجل أعمال في مديرية الميناء- بتوزيع الحقيبة المدرسية مع مستلزماتها من دفاتر وأقلام وقد وزعها بدائرتنا(162) وهي مقدمة منه شخصياً نسأل الله له الأجر والثواب.
ومن أجل العودة للمدرسة ودعم وتشجيع الطلاب والطالبات على الالتحاق بالمدارس نفذت منظمة سياج لحماية الطفولة هذا العام بدعم من مؤسسةACT NOW)) التايلندية مشروع (حقيبتي المدرسية) لــ(1000) طالب وطالبة في عشر قرى ريفية في الزهرة واللحية والذي يشمل الحقيبة المدرسية المتكاملة، وقامت بإعداد (200) طفل وطفلة للذهاب إلى المدرسة بقريتي (الحاكم)و(الكاشف) علماً أن القرى العشر هي الأشد فقراً والأقل نسبة في التحاق الأطفال فيها بالمدارس. وتسعى المنظمة إلى توسيع برنامجها في المناطق الريفية البعيدة وأماكن تجمعات المهمشين والفئات الأشد فقراً في المحافظة. وهناك دعم وتوزيع للحقيبة المدرسية من الشيخ أحمد صالح العيسي بالحوك وفي مديرية الميناء والحالي من الحاج عبدالجليل ثابت وآخرين حاولنا من خلال إدارات التعليم هناك معرفة حجم تلك المساعدات فلم نجد أي تجاوب.
إقصاء وتهميش متعمد
طلاب المدارس الذين التقيناهم في مدارس عدة يشكون من الازدحام الشديد داخل الفصول الدراسية ومن عدم وجود حمامات لقضاء الحاجة في معظم المدارس وعدم اهتمام المعلمين بتأدية رسالتهم التعليمية.
وهناك أشخاص ليسوا على قدر المسؤولية والعمل وتجدهم يعطون لهم إدارات في المدارس رغم وجود تربويين أكفاء وأقدر وذات خبرة عالية.
وهناك آخرون يعملون بصمت ولكنهم يحاربون ويهمشون كالأستاذ علي بري جرب مسئول الأنشطة الرياضية بالحوك- الذي يعمل ويساهم دائماً في إحياء الكثير من الأنشطة والفعاليات والدوريات الرياضية بصورة مستمرة.
مدير الإدارة التعليمية بالخوخة من جانبه يشكو من عدم وجود مبنى أو مكتب للتربية والتعليم وعدم وجود فريق توجيه يقوم بمتابعة المدرسين وإرشادهم في العمل المدرسي بالإضافة إلى عدم وجود الكادر النسائي، وتدخل الوجاهات والنافذين بالعملية التعليمية هو الآخر أدى إلى تدهورها بصورة مخيفة جداً.
غائبون
* مدارس المنصورية تحلم الطالبات فيها بكادر تربوي نسائي مع توفير حماية للأراضي المدرسية من هيمنة وسطوة المتنفذين وفوق ذلك هنالك غياب الكتاب المدرسي، أما ريف المراوعة فلا زال يعاني من نقص في المعلمين والمدارس مغلقة فالأسر تشجع الفتاة على التعليم ولكن المدارس ينقصها الأثاث ومدارس السخنة أغلبها مغلقة؟!
وفي مديرية الخوخة مازال المعلمن غير ملتزمين بالدوام الرسمي بمدارسهم كما تعاني من عدم وجود مقر للإدارة التعليمية وعدد طلاب المرحلة الأساسية في هذه المديرية 3223طالباً و1777طالبة وهناك 500 طالب و138 طالبة بالمرحلة الثانوية وأغلب المدارس عبارة عن هياكل من القش والصفيح.
وفي مديرية الزهرة ما تزال بعض القرى كقرية بني ميرين وقرية الرافعي وقرية بيوت النجار والقرنين تدرس أبنائها في العراء وآخرين بمدارس من القش والصفيح ولا يوجد أي اهتمام أو رعاية من السلطة المحلية بالمديرية.
تأهيل وتدريب!!
الأخ/ محمد تمار حسين الرعيني رئيس قسم الوسائل التعليمية بالحوك يقول:
- إن مسألة الوسائل التعليمية ليست بالسهولة التي يتصورها المرء فهي لا تزال غائبة عن الكثير من المدارس ولم يسمح لمعظم المدارس بالمطالبة بها لأن بعض المعلمين ينظرون إليها على أنها ليست من صلب المنهج، فيما هي في الأساس الركيزة التي يقوم عليها المنهج برمته وبدونها لا يمكن للطالب أن يستوعب الدرس كما خطط له مؤلفو وواضعو المنهج.
وأضاف الرعيني قائلاً: بعض المدارس التي تتوفر فيها الوسيلة لا يمر عليها إلا من رحم ربي، لأن المعلمين جُبلوا على الاستعجال وكلفتة الدروس دون حسيب أو رقيب وبعضهم لا يدرك جدوى الوسيلة التعليمية لأنه لم يتلق تأهيلاً وتدريباً على كيفية التعامل معها أو الاستفادة منها، مع أن الوزارة وبتمويل خارجي قامت بعمل ذلك وقامت بتعليم بعض المعلمين على كيفية صناعة الوسيلة التعليمية من خلال الخامات المحلية وهي طريقة ستوفر على الدولة الكثير وتخدم المدارس ولكن أين من يبادر للعمل؟!
غياب المنهج المدرسي
من خلال التواصل بالدكتور/ علي بهلول علي أحمد مدير مكتب التربية والتعليم بالمحافظة أشار علينا بالنزول الميداني لرؤية الواقع بصورة حقيقية ونقل كل ما نراه بمصداقية وشفافية بلا رتوش أو مجاملات ووضع النقاط على الحروف، واعترف بأن هناك عجزاً في المعلم المتخصص ، وقيادة التربية بالمحافظة تسعى لمعالجة الوضع وتغطية العجز.
أسعدنا ما قاله الدكتور علي بهلول وسرى لدينا اعتقاد أن الميدان سيكون أجمل مما يراه وللمطابقة اخترنا بعض المديريات الأكثر كثافة واحتياجاً للمدرسة المكتملة.
في أحد المدارس صرخ أحد الآباء ويدعى حسن عمر عايش قائلاً: لدي خمسة من الأبناء بمدارس المديرية ولا يوجد واحد منهم استلم كتبه كاملة، وأكد عدم ثقته بإمكانية توفير الكتاب المدرسي في كل المدارس في ظل الفساد المتمثل في بيع الكتاب المدرسي بشارع التحرير بأمانة العاصمة وعلى الأرصفة.
ظاهرة الغش
وفي أتجاه آخر ذهب عدد من أولياء أمور الطلبة إلى القول: أن ظاهرة الغش هذه تدمر التعليم في اليمن لأن الطالب لم يعد يحرص على التحصيل العلمي وأصبح همه مقترناً فقط بكيفية النجاح الذي أضحت بمنتهى السهولة في ظل تفشي ظاهرة الغش التي لم تلق حتى الآن من يقف في وجهها بحزم ولا حتى من يتناولها بالنقاش والدراسة والتحليل لضمان إيجاد حلول ناحجة لها، فالوزارة تعيش حالة عمى تامة، ولم تعد تدرك ما ينبغي عليها فعله وما لا ينبغي فعله في ظل هذه المعمعة الكبيرة من الفساد الذي يغزو التربية والتعليم بكافة قطاعاتها.
إقصاء وإساءة
وزارة التربية والتعليم اعتمدت منهجا جديدا تحت مسمى "سلسلة الحاسوب للجميع1" وهو منهج معتمد لتدريس مادة الحاسوب في المدارس حسب توجيهات رئيس الجمهورية وحسب تعميم وتعقيب موضح صورها الزنكوغرافية في الصفحة الأولى من الكتاب (المنهج) فإن السلسلة مراجعة من قبل مختصين أكفاء بالإضافة إلى إشراف قيادات تربوية في وزارة التربية ومكتبها بأمانة العاصمة.
الكتاب يحتوي في صفحته الخامسة على خريطة للاستشهاد بها على استخدام الحاسوب في توقعات الأرصاد الجوية وهي لمنطقة معينة وقد تكون مأخوذة بعناية فائقة لاسيما وهي بعيدة جغرافيا عن منطقتنا أو عن شبه الجزيرة العربية إذ أن المختصين في وزارة التربية والتعليم لم يرغبوا في الاستشهاد بأن الحاسوب يستطيع التوقع بالأرصاد الجوية إلا في (TEI AVIV) .
وما يلفت الانتباه هو التعميم المرفق بالتركيز على المدارس الأهلية دون الحكومية رغم أن توجيهات رئيس الجمهورية- حفظه الله- للحكومة بإدخال مادة الحاسوب في العملية التعليمية بشكل عام فهل يخضع الكتاب لقواعد البزنس والعمولات كون المدارس الأهلية قادرة على الشراء لاسيما إذا عرفنا أن الكتاب مطبوع في مطابع خاصة وبطباعة ملونة فاخرة وإخراج مميز.
ويرى بعض المتابعين للعملية في البلاد إن ما يجري من إقصاء للقيادات التربوية المشهود لها بالكفاءة واستبدالها بقيادات لا تفقه من سياسات العمل التربوي شيئاً سيؤدي حتما إلى اختلال في قيم الولاء لأبنائنا الطلاب ناهيك عما يمكن أن تجنيه البلاد من خيبة أمل كون هذا الجيل هو جيل المستقبل.
علاقة تعاون واحترام
التقينا بالأخ طارق سرور- نقيب المعلمين بالمحافظة- الذي حدثنا عن دورهم في خدمة المعلمين قائلاً: النقابة في خدمة المعلم.. لا المعلم في خدمة النقابة ذلك شعارنا في النقابة وإن شاء الله نعمل من أجل خدمة المعلمين وتوحيد العمل النقابي بهدف إعطاء النقابي قوة أكبر وفعالية أكثر ولابد أن يعرف المعلم حقوقه والعمل على تحسين وضعه وإذا سعت الحكومة لتحسين وضع المعلم فإنه سيسهم في إخراج جيل قوي وفاعل يحب دينه ويخدم وطنه بنفس الروح، ولكن إذا أهملته يكون العكس وينتج جيلاً فاشلاً هشاً يجهل دينه ولا يبالي بوطنه.
وبصراحة يجب عدم إدخال العمل السياسي في العمل النقابي وعلى كل معلم ومعلمة أن يحكموا عقولهم ويطالبوا بحقوقهم ويمارسوا العمل النقابي مع النقابة التي تخدمهم والتحرر من هيمنة المدراء ومدراء المراكز وأن تكون علاقتهم بهم علاقة تعاون واحترام لا علاقة هيمنة وتسلط، كما أدعو المدراء لأداء واجبهم بعيداً عن الحزبية الضيقة ونحن نقدم خدمات للمعلمين في مستشفى الحديدة والشفاء والأقصى وخدمات متعددة ولن نقصر في واجباتنا تجاه وطننا الحبيب.
التعليم في أرقام
وفق إحصائية صادرة عن مكتب التربية والتعليم في كتاب (التعليم في محافظة الحديدة.. أرقام ومؤشرات) من إعداد عبدالملك السلفي وخالد قاسم الحكمي.
وكشف الكتاب عن تشخيص الوضع التعليمي خلال العام 2009-2010م أن عدد المدارس الأساسية (1123) مدرسة والمدارس الثانوية (29) مدرسة وعدد المدارس الأساسية والثانوية (177) مدرسة وهذا يؤكد أن كل مدارس المحافظة مدارس أساسية والسبب عدم وجود المبنى المدرسي المكتمل والمعلمين والمعلمات المتخصصين وخاصة في الريف وهذا ساعد على انخفاض معدل الالتحاق بالمرحلة الثانوية.
وأن عدد المدارس في التعليم العام 1329 مدرسة منها مدارس ذكور 240 مدرسة ومدارس البنات 271مدرسة، ومدارس مختلطة 872 مدرسة مما يدل على أن أغلب مدارس المحافظة مدارس مختلطة.
وأظهرت الإحصائيات أن عدد المدارس العاملة 1329مدرسة وبلغت المدارس العاملة وهي قيد التشييد 36 مدرسة وعدد المدارس المغلقة 39 مدرسة وعدد المدارس المغلقة وهي قيد التشييد 3 مدارس وأن معظم المدارس التي تم بناؤها إحلال لمدارس عاملة ولا يوجد توسع لمدارس جديدة في مناطق محرومة من خدمة التعليم.
عجز في المباني
تعاني العملية التعليمية من عدم وجود المباني الدراسية كما أنه لا يوجد في المباني المدرسية سوى 12231 فضلاً منها 9580 فصلاً دراسياً و(2651) فصلاً (غرفة) إدارية وخدمية ونجد أن عدد الفصول الدراسية لا تساوي عدد الشعب الدراسية، فإن عدد الشعب الدراسية بالمرحلتين الأساسية والثانوية 12618 شعبة وعدد الفصول الدراسية 9580 فصلاً أي أن عدد (3038) شعبة بدون فصول دراسية إنما يدرس الطلاب في مدارس من القش والصفيح أو مسجد.
وبلغت عدد المقاعد المزدوجة والفردية بمدارس المحافظة 131351 تتسع المقاعد المزدوجة لثلاثة طلاب في المرحلة الأساسية ويستفيد منها(394053)طالباً وطالبة في المرحلتين الأساسية والثانوية وهناك(54965) طالباً وطالبة لا يجدون مقاعد دراسية لهم.
خلال هذا العام 2009-2010م بلغ عدد الملتحقين بالتعليم الأساسي (411981) طالباً وطالبة بنسبة 63% أي أن 37% من الطلاب والطالبات خارج التعليم وبلغ عدد الطلاب (237123) طالباً، والطالبات (158463) طالبة.
عدد الطلاب المقيدين في الصف الأول الأساسي هذا العام 86606 طالب وطالبة فالأولاد (49512) طالباً، والبنات (37094) طالبة ويدرس تلاميذ المرحلة الأساسية في (11618) شعبة دراسية مع وجود اختلاف بين المناطق الحضرية الأكثر ازدحاما والريفية الأقل ازدحاما وأيضا اختلاف في مساحة الفصول الدراسية ونوع مادة البناء ومدى توفر المبنى المدرسي.
نقص في التجهيزات
وجاء في الكتاب بعض الأرقام والمؤشرات الواضحة لعملية توزيع الأغذية المدرسية حيث أظهرت الإحصائيات أن عدد الطالبات المقيدات في المديريات 71729 طالبة ولكن المستفيدات من التغذية المدرسية (11820) طالبة من إجمالي الطالبات المقيدات من عشر مديريات وأن عملية التوزيع لا تشمل كل مدارس المديرية إنما جزءاً من المديرية وتم توزيع 11820 كيس قمح و23640 تمر ولكن هل تم فعلاً صرف كيس قمح لكل طالبة لوحدها؟!
وبلغ عدد الطلاب في المرحلة الثانوية 36837 طالباً وطالبة خلال هذا العام منهم 20773 طالباً و 16064 طالبة وهذا دليل على تدني مشاركة الإناث في التعليم الثانوي، وهناك تناقس مستمر في مشاركة الذكور والإناث بالتعليم الثانوي والسبب يعود للحالة الاقتصادية وعدم وجود مبان دراًسية ملائمة وخاصة للإناث خاصة بالريف، ونقص معلمي ومعلمات الريف المتخصصين وعدم توفر البيئة المدرسية الملائمة للعملية التعليمية وعدم وجود مرافق صحية وإن وجدت تكون غير مؤهلة ونقص في التجهيزات المدرسية في بعض المدارس وحرمان البعض الآخر وبُعد مدارس البنات من التجمعات السكانية.
يدرس 36837 طالباً وطالبة من المرحلة الثانوية في 925 شعبة دراسية، وأظهرت إحصائيات العام الدراسي 2009-2010م أن عدد القوى العاملة في مدارس المحافظة بلغ 19076 منهم 17505 معلم ومعلمة موزعون على مدارس المحافظة بلغ عدد الإداريين (1571) إدارياً وإدارية وهناك 115 معلمة متعاقدة بتمويل من منظمة اليونيسف في (بيت الفقيه- الزيدية- المنيرة).
عدد المعلمين في المرحلة الأساسية 9259 معلماً و 2420معلمة وبالمرحلة الثانوية 497 معلما و193 معلمة، وعدد المعلمين بالمرحلتين الأساسية والثانوية 3270 معلماً و1866 معلمة، وبذلك يكون إجمالي عدد المعلمين 13026 معلماً، وعدد المعلمات 4479معلمة وإجمالي عدد الإداريين من الرجال 1220 إدارياً و351 إدارية وإجمالي القوى العاملة في المدارس من 14246 معلماً وعدد المعلمات 4830 معلمة.
حوافز ودعم للفتيات
بلغ عدد المعلمين في التعليم العام 18505 منهم 13026 معلماً و4479 معلمة، وعدد مجالس الآباء والأمهات 368 مجلساً منها 86 مجالس أمهات و251 مجالس آباء و31 مجالس مشتركة (آباء وأمهات).
وقد استفاد من برنامج الحوافز النقدية المشروطة للعام الدراسي (2009-2010م) 66 مدرسة في كل من المديريات الآتية: برع 4 مدارس، حيس مدرسة واحدة، باجل 10 مدارس، زبيد 13 مدرسة، الخوخة مدرستان، الزهرة 4 مدارس، السخنة 3 مدارس اللحية 6 مدارس، التحيتا مدرسة واحدة، الجراحي 4مدارس، الزيدية 4 مدارس القناوص مدرستان، المغلاف مدرسة واحدة، جبل رأس 4 مدارس الدريهمي 4 مدارس، المراوعة مدرسة واحدة، المنصورية مدرسة واحدة بيت الفقيه مدرسة واحدة.
وبلغ عدد الأوصياء بالدفعة الأولى لعام 2008-2009م 3875، وعدد الطالبات 5755 طالبة، وعدد الفصل الدراسي لعام 2008-2009م من الطالبات 5304، وعدد الأوصياء 3541 وعدد دفعة الحافز لعام 2008-2009م من الطالبات 697 طالباً، الأوصياء 624 وبذلك بلغ إجمالي المبلغ (29.178.000).
قام مشروع التعليم الأساسي بالتعاقد مع 70 معلمة بالريف وقامت منظمة اليونيسف بدعم 20 مدرسة صديقة للطفل بمديريتي الزيدية وبيت الفقيه بدعم مالي 1000 دولار سنوي لتفعيل الأنشطة التعليمية والصفية.
مؤهلات متدنية
وكشف كتاب"التعليم في محافظة الحديدة أرقام ومؤشرات" عن نقاط القوة ونقاط الضعف في إطار التعليم بالمحافظة ونقتطف منها الأبرز وهي كالتالي: وتلك النقاط اعتراف بتدني التعليم بسبب تدني مستوى مؤهلات المعلمين بالمرحلة الأساسية لأن أغلبهم ثانوية عامة ومادون ذلك، ووجود عجز في المباني الدراسية بالريف وسوء عملية توزيعها التي تخضع لتدخل النافذين والوجهاء وليس وفق معايير الخارطة المدرسية وعدم وجود مجمعات أساسية ثانوية في كل مديرية، وعدم وجود ميزانية تشغيلية كافية لمكتب التربية والتعليم بالمحافظة والإدارات التعليمية في المديريات وأغلب الإدارات المدرسية غير مؤهلة إدارياً وأغلبها ثانوية عامة.
غياب آلية الصيانة والترميم المستمر للمباني المدرسية والتجهيزات والأثاث، والنقص في التجهيزات المدرسية وغياب الكادر النسائي في الريف وعدم وجود سكن لهن وحوافز مادية وشحة الإمكانيات وغياب الأنشطة المدرسية والمعامل وعدم تفعيل دور مجالس الآباء والأمهات بكل المدارس واستمرار عملية نقل المعلمين الميدانيين مما أدى إلى خلل في العملية التعليمية وعدم الاستقرار.
المصدر صحيفة الثورة
الأربعاء , 23 فبراير 2011 م
الحديدة/ محمد علي الجنيد
الأخ/ عبدالماجد الشميري- نائب مدير مكتب التربية والتعليم بالمحافظة- تحدث قائلاً: نحن نعمل في غرس القيم والأخلاق ونجسد في عقول أبنائنا ذلك وحب الوطن والولاء له والعمل على التخلص من الفوضى والإدارة السيئة وكشف الأخطاء ومعالجتها.
وننقي العملية التعليمية من كثير من المعوقات حتى ينساب التعليم بسلامة إلى أبنائنا واجبنا نحن الكبار من أسر وتربويين بدرجة أولى هو ترشيدهم وتوعيتهم لا لنزيدهم قسوة ولا نعمل على تعنيفهم واضطرارهم لترك التعليم وحتى لا ننفرهم.
كسر حاجز الخوف
وفي مدرسة عمر بن الخطاب الأساسية بالحوك التقينا بالإداري والتربوي الأخ/ عبدالله علي الخولاني مدير المدرسة الذي تحدث عن العديد من القضايا التربوية المهمة قائلاً:
- نحن نسير وفق توجهات القيادة السياسية نحو الاهتمام بالتعليم فالعملية التعليمية منظومة متكاملة وهي بحاجة لكل الجهود والمدرسة فيها (1450) طالباً تعمل على فترتين صباحية ومسائية إلا أن ما يؤسف له أن هناك آباء لا يعرفون مدارس أبنائهم طيلة تسعة أشهر من الدراسة وربما لسنوات وأحيانا يعرف البعض منهم ولكنه ينسى أو يتجاهل أهمية التواصل بينه وبين مدرسة ابنه بسبب الأمية وعدم الإدراك بمدى التأثير الإيجابي للتواصل مع المدرسة، ولكن هناك آباء يأتون دائماً ويدخلون الفصل ويقوم الأستاذ بمناقشة أبنائهم أمامهم، ولدينا بالمدرسة مجلس للآباء يسهم في كسر حاجز الخوف عند الطلاب من معلميهم وإعادة الثقة بهم ونعقد اجتماعات دورية لمجلس الآباء والمعلمين والحضور لأولياء الأمور للمدرسة من أجل إيجاد حلول تربوية وعلمية لتخطي الصعاب والأزمات التربوية والنفسية التي يتعرض لها الطلاب وإعطاء أولياء الأمور وجهة نظر مشتركة لحلول عملية مدروسة، وأرجو من أولياء الأمور تعزيز حب الوطن في نفوس أبنائهم ومساعدتنا في غرس ثقافة وروح الانتماء الوطني وتعليمهم أهداف الثورة ومتابعتهم أولاً بأول.
الارتقاء بالتعليم
* الأخت/ جميلة مصطفى مديرة مدرسة الشهيد محمد محمود الزبيري الأساسية الثانوية للبنات بمديرية الميناء تطرقت قائلة:
- نحن بالمدرسة نعمل في تعزيز وتقوية جسور العلاقة بين الأسرة والمدرسة والعمل على التواصل الدائم ولدينا بالمدرسة الاخصائية الاجتماعية وهي حلقة الوصل بين المدرسة والأسرة وتعتبر عاملاً جوهرياً وهاماً في الارتقاء بالتعليم وتربية الأجيال وهناك مجلس للأمهات بالمدرسة يناقش قضايا الطالبات ومدى الالتزام بالحضور والواجبات المدرسية منذ بداية العام الدراسي، وهذه مسألة في غاية الأهمية ويمكن أن تقدم مؤشراً عن المستوى الدراسي على مدار عام كامل والحمد لله تسير الدراسة بشكل طبيعي جداً.
وأضافت: فالمسؤولية تكليف وليست تشريفاً وإذا وجد الصبر والعزيمة الصادقة وقوة الإرادة في العمل بدون يأس نستطيع التغلب على الصعوبات والعوائق أياً كانت.
ونحن في المدرسة طاقم متكامل من معلمين ومعلمات ووكيلات وإدارة كل واحد يعمل بجدية وإخلاص وتفان والمسؤولية تقع على الجميع والبذل منا مستمر ومتواصل لتوفير الاحتياجات والمتطلبات للطالبات ونعمل على دعم وتشجيع المبدعات واكتشافهن وتقديم كل الرعاية لهن.
إسهامات ودعم للتعليم
في ظل ارتفاع أسعار المواد القرطاسية والتي تعجز الكثير من الأسر عن شرائها وكون العام الدراسي جاء هذا العام بعد شهر رمضان المبارك وعيد الفطر وكونهما أخذا كل (الزلط) على قول أبو عبدالله الذي أكد على ذلك بالقول:
- شهر رمضان والعيد التهما الأخضر واليابس ولم يبق للعيال لبداية العام الدراسي شيء من (الزلط) من أجل توفير متطلبات مدارس الأولاد، وبدء العام الدراسي مع انتهاء رمضان وشوال صعب على الجميع توفير متطلبات المدارس ولكن الله سهل لنا وقام الشيخ وسام عبدالله طاهر داود رجل أعمال في مديرية الميناء- بتوزيع الحقيبة المدرسية مع مستلزماتها من دفاتر وأقلام وقد وزعها بدائرتنا(162) وهي مقدمة منه شخصياً نسأل الله له الأجر والثواب.
ومن أجل العودة للمدرسة ودعم وتشجيع الطلاب والطالبات على الالتحاق بالمدارس نفذت منظمة سياج لحماية الطفولة هذا العام بدعم من مؤسسةACT NOW)) التايلندية مشروع (حقيبتي المدرسية) لــ(1000) طالب وطالبة في عشر قرى ريفية في الزهرة واللحية والذي يشمل الحقيبة المدرسية المتكاملة، وقامت بإعداد (200) طفل وطفلة للذهاب إلى المدرسة بقريتي (الحاكم)و(الكاشف) علماً أن القرى العشر هي الأشد فقراً والأقل نسبة في التحاق الأطفال فيها بالمدارس. وتسعى المنظمة إلى توسيع برنامجها في المناطق الريفية البعيدة وأماكن تجمعات المهمشين والفئات الأشد فقراً في المحافظة. وهناك دعم وتوزيع للحقيبة المدرسية من الشيخ أحمد صالح العيسي بالحوك وفي مديرية الميناء والحالي من الحاج عبدالجليل ثابت وآخرين حاولنا من خلال إدارات التعليم هناك معرفة حجم تلك المساعدات فلم نجد أي تجاوب.
إقصاء وتهميش متعمد
طلاب المدارس الذين التقيناهم في مدارس عدة يشكون من الازدحام الشديد داخل الفصول الدراسية ومن عدم وجود حمامات لقضاء الحاجة في معظم المدارس وعدم اهتمام المعلمين بتأدية رسالتهم التعليمية.
وهناك أشخاص ليسوا على قدر المسؤولية والعمل وتجدهم يعطون لهم إدارات في المدارس رغم وجود تربويين أكفاء وأقدر وذات خبرة عالية.
وهناك آخرون يعملون بصمت ولكنهم يحاربون ويهمشون كالأستاذ علي بري جرب مسئول الأنشطة الرياضية بالحوك- الذي يعمل ويساهم دائماً في إحياء الكثير من الأنشطة والفعاليات والدوريات الرياضية بصورة مستمرة.
مدير الإدارة التعليمية بالخوخة من جانبه يشكو من عدم وجود مبنى أو مكتب للتربية والتعليم وعدم وجود فريق توجيه يقوم بمتابعة المدرسين وإرشادهم في العمل المدرسي بالإضافة إلى عدم وجود الكادر النسائي، وتدخل الوجاهات والنافذين بالعملية التعليمية هو الآخر أدى إلى تدهورها بصورة مخيفة جداً.
غائبون
* مدارس المنصورية تحلم الطالبات فيها بكادر تربوي نسائي مع توفير حماية للأراضي المدرسية من هيمنة وسطوة المتنفذين وفوق ذلك هنالك غياب الكتاب المدرسي، أما ريف المراوعة فلا زال يعاني من نقص في المعلمين والمدارس مغلقة فالأسر تشجع الفتاة على التعليم ولكن المدارس ينقصها الأثاث ومدارس السخنة أغلبها مغلقة؟!
وفي مديرية الخوخة مازال المعلمن غير ملتزمين بالدوام الرسمي بمدارسهم كما تعاني من عدم وجود مقر للإدارة التعليمية وعدد طلاب المرحلة الأساسية في هذه المديرية 3223طالباً و1777طالبة وهناك 500 طالب و138 طالبة بالمرحلة الثانوية وأغلب المدارس عبارة عن هياكل من القش والصفيح.
وفي مديرية الزهرة ما تزال بعض القرى كقرية بني ميرين وقرية الرافعي وقرية بيوت النجار والقرنين تدرس أبنائها في العراء وآخرين بمدارس من القش والصفيح ولا يوجد أي اهتمام أو رعاية من السلطة المحلية بالمديرية.
تأهيل وتدريب!!
الأخ/ محمد تمار حسين الرعيني رئيس قسم الوسائل التعليمية بالحوك يقول:
- إن مسألة الوسائل التعليمية ليست بالسهولة التي يتصورها المرء فهي لا تزال غائبة عن الكثير من المدارس ولم يسمح لمعظم المدارس بالمطالبة بها لأن بعض المعلمين ينظرون إليها على أنها ليست من صلب المنهج، فيما هي في الأساس الركيزة التي يقوم عليها المنهج برمته وبدونها لا يمكن للطالب أن يستوعب الدرس كما خطط له مؤلفو وواضعو المنهج.
وأضاف الرعيني قائلاً: بعض المدارس التي تتوفر فيها الوسيلة لا يمر عليها إلا من رحم ربي، لأن المعلمين جُبلوا على الاستعجال وكلفتة الدروس دون حسيب أو رقيب وبعضهم لا يدرك جدوى الوسيلة التعليمية لأنه لم يتلق تأهيلاً وتدريباً على كيفية التعامل معها أو الاستفادة منها، مع أن الوزارة وبتمويل خارجي قامت بعمل ذلك وقامت بتعليم بعض المعلمين على كيفية صناعة الوسيلة التعليمية من خلال الخامات المحلية وهي طريقة ستوفر على الدولة الكثير وتخدم المدارس ولكن أين من يبادر للعمل؟!
غياب المنهج المدرسي
من خلال التواصل بالدكتور/ علي بهلول علي أحمد مدير مكتب التربية والتعليم بالمحافظة أشار علينا بالنزول الميداني لرؤية الواقع بصورة حقيقية ونقل كل ما نراه بمصداقية وشفافية بلا رتوش أو مجاملات ووضع النقاط على الحروف، واعترف بأن هناك عجزاً في المعلم المتخصص ، وقيادة التربية بالمحافظة تسعى لمعالجة الوضع وتغطية العجز.
أسعدنا ما قاله الدكتور علي بهلول وسرى لدينا اعتقاد أن الميدان سيكون أجمل مما يراه وللمطابقة اخترنا بعض المديريات الأكثر كثافة واحتياجاً للمدرسة المكتملة.
في أحد المدارس صرخ أحد الآباء ويدعى حسن عمر عايش قائلاً: لدي خمسة من الأبناء بمدارس المديرية ولا يوجد واحد منهم استلم كتبه كاملة، وأكد عدم ثقته بإمكانية توفير الكتاب المدرسي في كل المدارس في ظل الفساد المتمثل في بيع الكتاب المدرسي بشارع التحرير بأمانة العاصمة وعلى الأرصفة.
ظاهرة الغش
وفي أتجاه آخر ذهب عدد من أولياء أمور الطلبة إلى القول: أن ظاهرة الغش هذه تدمر التعليم في اليمن لأن الطالب لم يعد يحرص على التحصيل العلمي وأصبح همه مقترناً فقط بكيفية النجاح الذي أضحت بمنتهى السهولة في ظل تفشي ظاهرة الغش التي لم تلق حتى الآن من يقف في وجهها بحزم ولا حتى من يتناولها بالنقاش والدراسة والتحليل لضمان إيجاد حلول ناحجة لها، فالوزارة تعيش حالة عمى تامة، ولم تعد تدرك ما ينبغي عليها فعله وما لا ينبغي فعله في ظل هذه المعمعة الكبيرة من الفساد الذي يغزو التربية والتعليم بكافة قطاعاتها.
إقصاء وإساءة
وزارة التربية والتعليم اعتمدت منهجا جديدا تحت مسمى "سلسلة الحاسوب للجميع1" وهو منهج معتمد لتدريس مادة الحاسوب في المدارس حسب توجيهات رئيس الجمهورية وحسب تعميم وتعقيب موضح صورها الزنكوغرافية في الصفحة الأولى من الكتاب (المنهج) فإن السلسلة مراجعة من قبل مختصين أكفاء بالإضافة إلى إشراف قيادات تربوية في وزارة التربية ومكتبها بأمانة العاصمة.
الكتاب يحتوي في صفحته الخامسة على خريطة للاستشهاد بها على استخدام الحاسوب في توقعات الأرصاد الجوية وهي لمنطقة معينة وقد تكون مأخوذة بعناية فائقة لاسيما وهي بعيدة جغرافيا عن منطقتنا أو عن شبه الجزيرة العربية إذ أن المختصين في وزارة التربية والتعليم لم يرغبوا في الاستشهاد بأن الحاسوب يستطيع التوقع بالأرصاد الجوية إلا في (TEI AVIV) .
وما يلفت الانتباه هو التعميم المرفق بالتركيز على المدارس الأهلية دون الحكومية رغم أن توجيهات رئيس الجمهورية- حفظه الله- للحكومة بإدخال مادة الحاسوب في العملية التعليمية بشكل عام فهل يخضع الكتاب لقواعد البزنس والعمولات كون المدارس الأهلية قادرة على الشراء لاسيما إذا عرفنا أن الكتاب مطبوع في مطابع خاصة وبطباعة ملونة فاخرة وإخراج مميز.
ويرى بعض المتابعين للعملية في البلاد إن ما يجري من إقصاء للقيادات التربوية المشهود لها بالكفاءة واستبدالها بقيادات لا تفقه من سياسات العمل التربوي شيئاً سيؤدي حتما إلى اختلال في قيم الولاء لأبنائنا الطلاب ناهيك عما يمكن أن تجنيه البلاد من خيبة أمل كون هذا الجيل هو جيل المستقبل.
علاقة تعاون واحترام
التقينا بالأخ طارق سرور- نقيب المعلمين بالمحافظة- الذي حدثنا عن دورهم في خدمة المعلمين قائلاً: النقابة في خدمة المعلم.. لا المعلم في خدمة النقابة ذلك شعارنا في النقابة وإن شاء الله نعمل من أجل خدمة المعلمين وتوحيد العمل النقابي بهدف إعطاء النقابي قوة أكبر وفعالية أكثر ولابد أن يعرف المعلم حقوقه والعمل على تحسين وضعه وإذا سعت الحكومة لتحسين وضع المعلم فإنه سيسهم في إخراج جيل قوي وفاعل يحب دينه ويخدم وطنه بنفس الروح، ولكن إذا أهملته يكون العكس وينتج جيلاً فاشلاً هشاً يجهل دينه ولا يبالي بوطنه.
وبصراحة يجب عدم إدخال العمل السياسي في العمل النقابي وعلى كل معلم ومعلمة أن يحكموا عقولهم ويطالبوا بحقوقهم ويمارسوا العمل النقابي مع النقابة التي تخدمهم والتحرر من هيمنة المدراء ومدراء المراكز وأن تكون علاقتهم بهم علاقة تعاون واحترام لا علاقة هيمنة وتسلط، كما أدعو المدراء لأداء واجبهم بعيداً عن الحزبية الضيقة ونحن نقدم خدمات للمعلمين في مستشفى الحديدة والشفاء والأقصى وخدمات متعددة ولن نقصر في واجباتنا تجاه وطننا الحبيب.
التعليم في أرقام
وفق إحصائية صادرة عن مكتب التربية والتعليم في كتاب (التعليم في محافظة الحديدة.. أرقام ومؤشرات) من إعداد عبدالملك السلفي وخالد قاسم الحكمي.
وكشف الكتاب عن تشخيص الوضع التعليمي خلال العام 2009-2010م أن عدد المدارس الأساسية (1123) مدرسة والمدارس الثانوية (29) مدرسة وعدد المدارس الأساسية والثانوية (177) مدرسة وهذا يؤكد أن كل مدارس المحافظة مدارس أساسية والسبب عدم وجود المبنى المدرسي المكتمل والمعلمين والمعلمات المتخصصين وخاصة في الريف وهذا ساعد على انخفاض معدل الالتحاق بالمرحلة الثانوية.
وأن عدد المدارس في التعليم العام 1329 مدرسة منها مدارس ذكور 240 مدرسة ومدارس البنات 271مدرسة، ومدارس مختلطة 872 مدرسة مما يدل على أن أغلب مدارس المحافظة مدارس مختلطة.
وأظهرت الإحصائيات أن عدد المدارس العاملة 1329مدرسة وبلغت المدارس العاملة وهي قيد التشييد 36 مدرسة وعدد المدارس المغلقة 39 مدرسة وعدد المدارس المغلقة وهي قيد التشييد 3 مدارس وأن معظم المدارس التي تم بناؤها إحلال لمدارس عاملة ولا يوجد توسع لمدارس جديدة في مناطق محرومة من خدمة التعليم.
عجز في المباني
تعاني العملية التعليمية من عدم وجود المباني الدراسية كما أنه لا يوجد في المباني المدرسية سوى 12231 فضلاً منها 9580 فصلاً دراسياً و(2651) فصلاً (غرفة) إدارية وخدمية ونجد أن عدد الفصول الدراسية لا تساوي عدد الشعب الدراسية، فإن عدد الشعب الدراسية بالمرحلتين الأساسية والثانوية 12618 شعبة وعدد الفصول الدراسية 9580 فصلاً أي أن عدد (3038) شعبة بدون فصول دراسية إنما يدرس الطلاب في مدارس من القش والصفيح أو مسجد.
وبلغت عدد المقاعد المزدوجة والفردية بمدارس المحافظة 131351 تتسع المقاعد المزدوجة لثلاثة طلاب في المرحلة الأساسية ويستفيد منها(394053)طالباً وطالبة في المرحلتين الأساسية والثانوية وهناك(54965) طالباً وطالبة لا يجدون مقاعد دراسية لهم.
خلال هذا العام 2009-2010م بلغ عدد الملتحقين بالتعليم الأساسي (411981) طالباً وطالبة بنسبة 63% أي أن 37% من الطلاب والطالبات خارج التعليم وبلغ عدد الطلاب (237123) طالباً، والطالبات (158463) طالبة.
عدد الطلاب المقيدين في الصف الأول الأساسي هذا العام 86606 طالب وطالبة فالأولاد (49512) طالباً، والبنات (37094) طالبة ويدرس تلاميذ المرحلة الأساسية في (11618) شعبة دراسية مع وجود اختلاف بين المناطق الحضرية الأكثر ازدحاما والريفية الأقل ازدحاما وأيضا اختلاف في مساحة الفصول الدراسية ونوع مادة البناء ومدى توفر المبنى المدرسي.
نقص في التجهيزات
وجاء في الكتاب بعض الأرقام والمؤشرات الواضحة لعملية توزيع الأغذية المدرسية حيث أظهرت الإحصائيات أن عدد الطالبات المقيدات في المديريات 71729 طالبة ولكن المستفيدات من التغذية المدرسية (11820) طالبة من إجمالي الطالبات المقيدات من عشر مديريات وأن عملية التوزيع لا تشمل كل مدارس المديرية إنما جزءاً من المديرية وتم توزيع 11820 كيس قمح و23640 تمر ولكن هل تم فعلاً صرف كيس قمح لكل طالبة لوحدها؟!
وبلغ عدد الطلاب في المرحلة الثانوية 36837 طالباً وطالبة خلال هذا العام منهم 20773 طالباً و 16064 طالبة وهذا دليل على تدني مشاركة الإناث في التعليم الثانوي، وهناك تناقس مستمر في مشاركة الذكور والإناث بالتعليم الثانوي والسبب يعود للحالة الاقتصادية وعدم وجود مبان دراًسية ملائمة وخاصة للإناث خاصة بالريف، ونقص معلمي ومعلمات الريف المتخصصين وعدم توفر البيئة المدرسية الملائمة للعملية التعليمية وعدم وجود مرافق صحية وإن وجدت تكون غير مؤهلة ونقص في التجهيزات المدرسية في بعض المدارس وحرمان البعض الآخر وبُعد مدارس البنات من التجمعات السكانية.
يدرس 36837 طالباً وطالبة من المرحلة الثانوية في 925 شعبة دراسية، وأظهرت إحصائيات العام الدراسي 2009-2010م أن عدد القوى العاملة في مدارس المحافظة بلغ 19076 منهم 17505 معلم ومعلمة موزعون على مدارس المحافظة بلغ عدد الإداريين (1571) إدارياً وإدارية وهناك 115 معلمة متعاقدة بتمويل من منظمة اليونيسف في (بيت الفقيه- الزيدية- المنيرة).
عدد المعلمين في المرحلة الأساسية 9259 معلماً و 2420معلمة وبالمرحلة الثانوية 497 معلما و193 معلمة، وعدد المعلمين بالمرحلتين الأساسية والثانوية 3270 معلماً و1866 معلمة، وبذلك يكون إجمالي عدد المعلمين 13026 معلماً، وعدد المعلمات 4479معلمة وإجمالي عدد الإداريين من الرجال 1220 إدارياً و351 إدارية وإجمالي القوى العاملة في المدارس من 14246 معلماً وعدد المعلمات 4830 معلمة.
حوافز ودعم للفتيات
بلغ عدد المعلمين في التعليم العام 18505 منهم 13026 معلماً و4479 معلمة، وعدد مجالس الآباء والأمهات 368 مجلساً منها 86 مجالس أمهات و251 مجالس آباء و31 مجالس مشتركة (آباء وأمهات).
وقد استفاد من برنامج الحوافز النقدية المشروطة للعام الدراسي (2009-2010م) 66 مدرسة في كل من المديريات الآتية: برع 4 مدارس، حيس مدرسة واحدة، باجل 10 مدارس، زبيد 13 مدرسة، الخوخة مدرستان، الزهرة 4 مدارس، السخنة 3 مدارس اللحية 6 مدارس، التحيتا مدرسة واحدة، الجراحي 4مدارس، الزيدية 4 مدارس القناوص مدرستان، المغلاف مدرسة واحدة، جبل رأس 4 مدارس الدريهمي 4 مدارس، المراوعة مدرسة واحدة، المنصورية مدرسة واحدة بيت الفقيه مدرسة واحدة.
وبلغ عدد الأوصياء بالدفعة الأولى لعام 2008-2009م 3875، وعدد الطالبات 5755 طالبة، وعدد الفصل الدراسي لعام 2008-2009م من الطالبات 5304، وعدد الأوصياء 3541 وعدد دفعة الحافز لعام 2008-2009م من الطالبات 697 طالباً، الأوصياء 624 وبذلك بلغ إجمالي المبلغ (29.178.000).
قام مشروع التعليم الأساسي بالتعاقد مع 70 معلمة بالريف وقامت منظمة اليونيسف بدعم 20 مدرسة صديقة للطفل بمديريتي الزيدية وبيت الفقيه بدعم مالي 1000 دولار سنوي لتفعيل الأنشطة التعليمية والصفية.
مؤهلات متدنية
وكشف كتاب"التعليم في محافظة الحديدة أرقام ومؤشرات" عن نقاط القوة ونقاط الضعف في إطار التعليم بالمحافظة ونقتطف منها الأبرز وهي كالتالي: وتلك النقاط اعتراف بتدني التعليم بسبب تدني مستوى مؤهلات المعلمين بالمرحلة الأساسية لأن أغلبهم ثانوية عامة ومادون ذلك، ووجود عجز في المباني الدراسية بالريف وسوء عملية توزيعها التي تخضع لتدخل النافذين والوجهاء وليس وفق معايير الخارطة المدرسية وعدم وجود مجمعات أساسية ثانوية في كل مديرية، وعدم وجود ميزانية تشغيلية كافية لمكتب التربية والتعليم بالمحافظة والإدارات التعليمية في المديريات وأغلب الإدارات المدرسية غير مؤهلة إدارياً وأغلبها ثانوية عامة.
غياب آلية الصيانة والترميم المستمر للمباني المدرسية والتجهيزات والأثاث، والنقص في التجهيزات المدرسية وغياب الكادر النسائي في الريف وعدم وجود سكن لهن وحوافز مادية وشحة الإمكانيات وغياب الأنشطة المدرسية والمعامل وعدم تفعيل دور مجالس الآباء والأمهات بكل المدارس واستمرار عملية نقل المعلمين الميدانيين مما أدى إلى خلل في العملية التعليمية وعدم الاستقرار.
المصدر صحيفة الثورة
الأربعاء , 23 فبراير 2011 م